منتديات ملتقى العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاخلاق بالاسلام

اذهب الى الأسفل

الاخلاق بالاسلام Empty الاخلاق بالاسلام

مُساهمة  7meedoboos الخميس سبتمبر 06, 2007 5:30 am

خصائص الأخلاق الإسلامية:

1- ربانية المصدر:

ذلك أن أخلاقنا مستمدة من الكتاب والسنة المطهرة، قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران:164].

2- الشمول والعموم:

فهي تشمل أفعال الإنسان الخاصة بنفسه أو المتعلقة بغيره، سواء كان فردا أو جماعة أو دولة، وسواء كان مسلم أو كافرا، وسواء كان ذلك في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي.
قال الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاء إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَـٰئِنِينَ﴾ [الأنفال:58].

قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ﴾ -يا محمد- من عدو لك بينك وبينه عهد وعقد أن ينكث عهدَه وينقض عقدَه ويغدر بك، وذلك هو الخيانة والغدر، ﴿فَٱنبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاء﴾ يقول: فناجزهم بالحرب وأعلمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسختَ العهد بينك وبينهم، بما كان منهم من ظهور آثار الغدر والخيانة منهم، حتى تصير أنت وهم على سواء في العلم بأنك لهم محارب، فيأخذوا للحرب آلتها، وتبرأ من الغدر، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَـٰئِنِينَ﴾ الغادرين بمن كان منه في أمان وعهد بينه وبينه أن يغدر به فيحاربه قبل إعلامه إياه أنه له حرب، وأنه قد فاسخه العقد".

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَدِّ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ).

قال المناوي: «أي: لا تعامله بمعاملته ولا تقابل خيانته بخيانتك فتكون مثله، وليس منها ما يأخذه من مال من جحده حقه، إذ لا تعدي فيه. أو المراد: إذا خانك صاحبك فلا تقابله بجزاء خيانته وإن كان حسنا، بل قابله بالأحسن الذي هو العفو وادفع بالتي هي أحسن».

3- لزومها في الوسائل والغايات:

إنَّ الالتزام بمقتضى الأخلاق مطلوب في الوسائل والغايات، فلا يجوز الوصول إلى الغاية الشريفة بالوسيلة المذمومة، ولا العكس.

4- الواقعية والمثالية:


إنََّ التربية الإسلامية تتعامل مع الواقع المحسوس والملموس في حياة الإنسان، فهي تحدِّثه بمجريات الأحداث في حياته الدنيا، ولا تذهب به إلى عالم الخيال والمتاهات، بل تعامله وتطلب منه على قدر طاقته، مراعية حاجاته وغرائزه وضعفه، قال تعالى: ﴿لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَ﴾ [البقرة:286]، وقال: ﴿لاَ نُكَلّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَ﴾ [الأنعام:152].
قال ابن كثير: «أي: لا يكلَّف أحدٌ فوق طاقته، وهذا من لطفه بخلقه ورأفته بهم وإحسانه إليهم».

5- التوسط والاعتدال:

تمتاز الأخلاق الإسلامية بالوسطية والاعتدال، فلا غلوَّ ولا جنوح، بل توازن واعتدال في كل الأمور الدينية والدنيوية.
قال الله تعالى: ﴿وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَـٰكُمْ أُمَّةً وَسَطً﴾ [البقرة:143].

قال ابن القيم: «أخبر أنه جعلهم أمة خيارا عدولا، هذا حقيقة الوسط، فهم خير الأمم وأعدلها في أقوالهم وأعمالهم وإراداتهم ونياتهم، وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسل على أممهم يوم القيامة».

6- وقوع الجزاء فيها:


قال الله تعالى: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ [الزلزلة:7]، و قال سبحانه: ﴿وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ [الهمزة:1].قال ابن كثير: «الهماز بالقول، واللماز بالفعل، يعني: يزدري الناس ويتنقَّص بهم».

سادسًا: ارتباط معظم أحكام الشريعة بالأخلاق:


إنَّ مما لا شك فيه أن أحكام الشريعة الإسلامية وتكاليفها تنقسم إلى أقسام، فمنها:
أحكام عقدية، وهي ما كانت الغاية منها ابتلاء إرادة العبد في أمور غيبية اعتقادية، يرفقها إذعان وتسليم.

وأحكام تعبدية، وهي ما كانت الغاية منها ابتلاء العبد في مجال العبادة المحضة.
وأحكام المعاملات المالية، وهي ما كانت الغاية ابتلاء العبد في مجال المال... إلخ

فالأحكام الاعتقادية مرتبطة بالأسس الأخلاقية، وذلك أن الإذعان والتسليم للحقائق الغيبية فضيلة خلقية، يدفع إليها أحد الأسس الأخلاقية الجذرية، ألا وهو حب الحق وإيثاره، وإن إنكارها رذيلة خلقية يدفع إليها كراهية الحق وردُّه.

وأما الأحكام التعبدية فارتباطها بالأسس الأخلاقية يظهر فيما يلي:

أن موجب العبادة لله طاعة أمره وشكره على نعمه بإعلان الخضوع له والتقرب إليه.

أما طاعة من تجب طاعته فهي ظاهرة خلقية يدفع إليها أيضا حبُّ الحق وإيثاره؛ لأن من تجب طاعته فحقه أن يطاع، ومن يتمتَّع بخلق حبِّ الحق وإيثاره فإن خلقه يدفعه إلى تأدية هذا الحق لمستحقه.

وأما شكر المنعم على نعمه فهو أيضا ظاهرة خلقية يدفع إليها حب الحق وإيثاره والاعتراف بفضل المتكرم سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: ﴿لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلَـئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا * فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَيُوَفّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُمْ مّن فَضْلِهِ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْتَنكَفُواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرً﴾ [النساء:171-172]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾ [الأعراف:106]، وقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟‍‍! قَالَ: (أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورً).
وأما المعاملات المالية فارتباطها بالأسس الأخلاقية يظهر جليا إذا علمت أن المعاملات المالية قائمة على أسس من الأخلاق، وهي: الحق والعدل والصدق والأمانة والوفاء.

سابعًا: الكليات العامة التي تنطوي تحتها مفردات مكارم الأخلاق:


قال ابن القيم: «أصل الأخلاق المذمومة كلها الكبر والمهانة والدناءة. وأصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة.

فالفخر والبطر والأشر والعجب والحسد والبغي والخيلاء والظلم والقسوة والتجبر والإعراض وإباء قبول النصيحة والاستئثار وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة وأن يحمد بما لم يفعل وأمثال ذلك كلها ناشئة من الكبر.

وأما الكذب والخسة والخيانة والرياء والمكر والخديعة والطمع والفزع والجبن والبخل والعجز والكسل والذلُّ لغير الله واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس.

وأما الأخلاق الفاضلة كالصبر والشجاعة والعدل والمروءة والعفة والصيانة والجود والحلم والعفو والصفح والاحتمال والإيثار وعزة النفس عن الدناءات والتواضع والقناعة والصدق والإخلاص والمكافأة على الإحسان بمثله أو أفضل والتغافل عن زلات الناس وترك الانشغال بما لا يعنيه وسلامة القلب من تلك الأخلاق المذمومة ونحو ذلك، فكلها ناشئة عن الخشوع وعلو الهمة.

والله سبحانه أخبر عن الأرض بأنها تكون خاشعة، ثم ينزل عليها الماء فتهتز وتربو وتأخذ زينتها وبهجتها، فكذلك المخلوق منها إذا أصابه حظه من التوفيق.

وأما النار فطبعها العلو والإفساد، ثم تخمد فتصير أحقر شيء وأذله، وكذلك المخلوق منها، فهي دائما بين العلو إذا هاجت واضطربت، وبين الخسة والدناءة إذا خمدت وسكنت.

والأخلاق المذمومة تابعة للنار والمخلوق منها، والأخلاق الفاضلة تابعة للأرض والمخلوق منها. فمن علت همته وخشعت نفسه اتصف بكل خلق جميل. ومن دنت همته وطغت نفسه اتصف بكل خلق رذيل».

وبالتأمل يتبين عدة أصول وكليات عامة ترجع إليها مفردات مكارم الأخلاق:

الأصل الأول: حب الحق وإيثاره، وظواهره السلوكية.

الأصل الثاني: الرحمة وفروعها، وظواهرها السلوكية.

الأصل الثالث: المحبة، وظواهرها السلوكية.

الأصل الرابع: الدافع الجماعي وفروعه، وظواهره السلوكية.

الأصل الخامس: قوة الإرادة، وظواهرها السلوكية.

الأصل السادس: الصبر وفروعه، وظواهره السلوكية.

الأصل السابع: حب العطاء وفروعه، وظواهره السلوكية.

الأصل الثامن: علو الهمة وفروعه، وظواهره السلوكية.

الأصل التاسع: سماحة النفس وفروعها، وظواهرها السلوكية.

ونقيض كل أصل من هذه الأصول أحد أصول الرذائل الخلقية وكلياتها العامة.

ثامنًا: وسائل اكتساب الأخلاق الحميدة:

1- التدريب العملي والرياضة النفسية:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ نَاسًا مِنْ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُم، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: (مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ،وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ).

2- القدوة الحسنة:

قال الله تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب:21].
قال الطبري: «يقول لهم جل ثناؤه: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ أن تتأسوا به، وتكونوا معه حيث كان، ولا تتخلفوا عنه، ﴿لّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ﴾ يقول: فإن من يرجو ثواب الله ورحمته في الآخرة لا يرغب بنفسه، ولكنه تكون له به أسوة في أن يكون معه حيث يكون هو».

وقال ابن كثير:«هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله».

3- البيئة الصالحة، والأسرة المسلمة:


عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ. فَقَالَ: لا. فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ. فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا؛ فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ، وَلا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ: مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ. وَقَالَتْ: مَلائِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَط. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَه. ُ فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ).

قال النووي: «قال العلماء: في هذا استحباب مفارقة التائب المواضع التي أصاب بها الذنوب، والأخدان المساعدين له على ذلك ومقاطعتهم ما داموا على حالهم، وأن يستبدل بهم صحبة أهل الخير والصلاح والعلماء والمتعبدين الورعين، ومن يقتدى بهم وينتفَع بصحبتهم».

وقال ابن حجر: «التائب ينبغي له مفارقة الأحوال التي اعتادها في زمن المعصية، والتحول منها كلها».

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ).

4- الجليس الصالح:

عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً).

قال النووي: «فيه تمثيله صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك، والجليس السوء بنافخ الكير، وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فُجْرُه وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة».

5- الدعاء:

عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ قَالَ: (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأحْسَنِ الأَخْلاقِ لَا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ...).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم أحسنت خَلقي، فأحسن خُلقي).

تاسعًا: الغاية من الالتزام بالأخلاق الإسلامية:

1- الحياة الطيبة في الدنيا:

قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ [النحل:97].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (الحياة الطيبة الرزق الحلال في الدني).
وقال علي بن أبي طلب رضي الله عنه: (هي القناعة).

قال الطبري: «وأولى الأقوال بالصواب قول من قال: تأويل ذلك: فلنحيينه حياة طيبة بالقناعة؛ وذلك أن من قنَّعه الله بما قسم له من رزق لم يكثِر للدنيا تعبَه، ولم يعظم فيها نصبُه، ولم يتكدَّر فيها عيشُه باتباعه بغيةَ ما فاته منها وحرصه على ما لعله لا يدركه فيها. وإنما قلت: ذلك أولى التأويلات في ذلك بالآية؛ لأن الله تعالى ذِكرُه أوعد قوما قبلها على معصيتهم إياه إن عصوه أذاقهم السوءَ في الدنيا والعذابَ في الآخرة، فقال تعالى: ﴿وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَـٰنَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوء بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ فهذا لهم في الدنيا، ﴿وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النحل:94] فهذا لهم في الآخرة، ثم أتبع ذلك ما لمن أوفى بعهد الله وأطاعه فقال تعالى: ﴿مَا عِندَكُمْ﴾ في الدنيا ﴿يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ﴾ [النحل:96] فالذي هذه السيئة بحكمته أن يعقب ذلك الوعد لأهل طاعته بالإحسان في الدنيا والغفران في الآخرة، وكذلك فعل تعالى ذكره.

وأما القول الذي روي عن ابن عباس أنه الرزق الحلال، فهو محتمل أن يكون معناه الذي قلنا في ذلك من أنه تعالى يقنِّعه في الدنيا بالذي يرزقه من الحلال وإن قل، فلا تدعوه نفسه إلى الكثير منه من غير حله، لا أنه يرزقه الكثير من الحلال، وذلك أن أكثر العاملين لله تعالى بما يرضاه من الأعمال لم نرهم رُزقوا الرزقَ الكثير من الحلال في الدنيا، ووجدنا ضيق العيش عليهم أغلب من السعة».

قال ابن كثير: «هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من ذكر أو أنثى من بني آدم وقلبُه مؤمن بالله ورسوله وأن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله بأن يحييه الله حياةً طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة، والحياة الطيبة تشمل وجوهَ الراحة من أي جهة كانت».

2- الطمع في رضا الله، والفوز بنعيمه، والقرب من نبيه:

قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِىٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِى ٱلنَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَـٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلأرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِى ٱلْجَنَّةِ خَـٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلأرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ [هود:108].
وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ﴾ [الحجر:45].

عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم).

عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خلقَه).

وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون).

وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء).

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟! على كل قريب هين سهل).
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمت الله وبركاته

7meedoboos
نائب المدير العــــــام
نائب المدير العــــــام

عدد الرسائل : 85
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى